مقالات

حق الحياة

22 الإعلامي – لارا علي العتوم

حُرم على الانسان قتل النفس البشرية أيا كانت الا بالحق وحُرم قتل الاسرى او تشويه القتلى او التمثيل بهم فالحياة منحة من الله للإنسان، فقد سخر الله للإنسان ما في الطبيعة لاشباع حاجاته والتمتع بالحياة الدنيا دون ضرر لنفسه او لغيره، فحرية الانسان دعوة تمييز بالصفة العامة لانها جاءت الى جميع الناس من دون تمييز بين شعب وآخر ولا بين كبير وصغير وقوي وضعيف.

الحرية الانسانية بالمعنى الفردي او الجماعي والاجتماعي من اهم الضروريات في مبادئ المساواة او الاعتراف بالحقوق دون اقتصار وحسب الاهواء أو الامزجة بل هى واجبات وتكاليف عامة وليس وفقا لفئة محدودة كما نرى في باحة الاقصى، بسوء احترام الدين والتاريخ والدليل الواضح للظلم والاستبداد والتعنت.

لا يوجد تفرقة في الحرية او حقوق الانسان فهى سيان عربيا وغربيا ففي الغرب احترام الحقوق هو اهتمام بالفكر والاصرار على التقدم واحترام التاريخ هو ازدهار الامة وحضاراتها.

بما نراه في باحة الاقصى وما يدور حول المقدسات الاسلامية والمسيحية في هذه الايام المباركة يتضح عدم نجاح اسرائيل في تحديد ماهية حقوق الانسان وبقائها بالاقرار والاعتراف بالاستفزاز والقمع والتعنت بما تريد حتى لو كان على حساب الآخر رغم ادعاءاتها بتوافقية الحرية والمساواة الا انها حددتها بمصالحها مما يعني انها لا تقوم بدور مؤثرا في تطوير ذاتها بل تجر نفسها للوراء في قالب السلطوية، فيعيش المجتمع الاسرائيلي ازدواجية وقوالب للحرية وليس مفهوماً كما يعيش المجتمع الفلسطيني اسوء حقبة لانعدام حقوقهم الانسانية وترتبط هذه المشاعر بقوة مع المسلمين والمسيحيين خارج القدس وفلسطين لشعورهم بأنهم يُسلَبون حرية ممارسة دياناتهم، رغم المسافات بينهم وبين المسلمين والمسيحيين في الداخل الا ان شعور الغطرسة كان الشعور الواحد الجامع من جديد.

ما زالت الفروقات رغم كثرة الحوارات والمؤتمرات والمحاولات بين الشعب الفلسطيني والشعب الاسرائيلي في مسألة الحقوق، وهذه الفترة سجلت تراجعا كبيرا بسبب الطغيان الذي يسود منذ فترة طويلة من الزمن رغم ظهور العديد من الاسهامات واهمها اسهامات سيد البلاد حفظه الله جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ونداءات المجتمع الدولي الا ان صداها لا يزال ضعيفا لدى اسرائيل.

لا ندري ان حان الاوان لدراسة قانون أممي « قانون الامم» لحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات إذ يكون بموجب هذا القانون حماية للشعب والمكان من أي اعتداء عند الاختلاط او الاحتكاك مع شعب آخر مستندا على حقائق واقعية وموجودة، قانون يشبه بفحواه قانون السلام والأمن، إذ قد يُسهم أو يمنع التأجج في المستقبل ويضغط كل شعب او حكومة بالعمل على تقدمها حسب ما تريد بإحترام الحكومة الاخرى وخاصة المقدسات اي احترام الاصول الحضارية والدينية ومفهوم حقوق الانسان.

الحقوق والحرية هما تعبير عن مجموعة من المبادئ الاساسية التي ترتكز عليها حياة الافراد والجماعات ولد منذ ولادة الانسان بوصفه موضوعا يرتبط ارتباطا ملازما له وعلى مر العصور والتاريخ، اهتمت به كل الشرائع والاديان وخاصة السماوية حتى الفلسفات والعقائد والايدولوجيات فلا يمكن رؤية منظومة فكرية سليمة في مؤسسية قمعية لان الاهداف كلها ستدور حول اخذ المصالح وليس تحقيق المصالح العامة لذلك كان اثرها كبير على النهضة الاوروبية وتم اعتبارها الاساس في تطوير العلم والمعرفة في اوروربا والعالم اجمع حتى على مستوى المؤسسات الدولية التي ظهرت في مطلع القرن العشرين وكان تمثيلها الاسمى والاهتمام الفعلي لها في منظمة الامم المتحدة التي تولي اهتمام كبير ورعاية كبيرة للحقوق الانسانية بحيث اصبحت مسألة حقوق الانسان مسألة دولية وليس شأنا داخليا.

حمى الله الاردن

(الدستور)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى