مقالات

الصحافة مهنة المتاعب و لكنها ممتعه

22 الإعلامي – بقلم الصحفي الأستاذ شفيق عبيدات

استهل مقالتي وفي الذاكرة قول سمعته من الفقيد المرحوم معالي محمد الخطيب الذي كان وزيرا للأعلام عام 1985 في حكومة دولة السيد زيد الرفاعي قال لي عندما زرته في مكتبه بدعوة منه وانا اعمل في وكالة الانباء الأردنية , هل تعلم يا شفيق اجمل عمل صحفي ان تكون مندوبا او مراسلا صحفيا لمؤسسة إعلامية ,وانا حسب قول معاليه اعشق هذه المهنة وأتمنى اعود واترك الوزارة لأعمل مندوبا او مراسلا صحفيا وانا بهذا العمر وهذا المنصب,’ فقلت له يا سيدي انت وزيرا فرد علي ان اعشق هذه المهنة الجميلة .
كان المرحوم معالي محمد الخطيب في الخمسينيات من القرن الماضي عمل مراسلا صحفيا في وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية , كان صحفيا مميزا ولذلك اعتمدته الوكالة مراسلا دوليا يغطي الاحداث والمناسبات الدولية الصعبة من مؤتمرات عربية ودولية و احداث وحروب ونزاعات مسلحة , شهد لكفاءاته وتميزه صحفيون من مصر والعالم ورفض حسب قوله ان يتسلم مناصب إدارية في وكالة أبناء الشرق الأوسط المصرية , الى ان عاد للأردن وتم تسليمه رئيس قسم لوكالة الانباء الأردنية التي كانت احد اقسام دائرة المطبوعات 1965 وكان قد اصدر صحيفة اسمها صيفة الراي وهي أسبوعية .
وتدرج معالي المرحوم محمد الخطيب في مناصب الدولة وهو الذي بذل جهدا كبيرا ونجح في ان تكون وكالة الانباء الأردنية إدارة مستقلة عن دائرة المطبوعات وحقق ما كان يحلم به وتسلم مديرها العام في 16/7/1969 وادخل الصحفيين العاملين في الوكالة أعضاء في نقابة الصحفيين بعد نضال مرير مع النقابة , ونبه النقابة بقانون المطبوعات والنشر وقانون نقابة الصحفيين اللذين صدرا عام 1953 واللذين نصا ان الوكالة عضوا مؤسسا في النقابة مع الصحف الأردنية , وفعلا تم قبول الصحفيين العاملين في الوكالة أعضاء في النقابة .
لقد خاض معالي المرحوم محمد الخطيب معركة مهمة بعد ان رفع مجلس النقابة كتابا الى وزير الاعلام آنذاك عام ١٩٧١ في اعقاب انتخابات النقابة التي اسهم صحفيو الوكالة في إنجاح النقيب وأعضاء مجلس النقابة حيث طالب مجلس النقابة بخروج صحفيي الوكالة من النقابة لانهم يعتبرون موظفو دولة ورفض مدير عام الوكالة معالي المرحوم محمد الخطيب هذا الاجراء وذهب مع زملائه الأعضاء في النقابة وقرروا الاعتصام رفضا لهذا القرار , ونجح الخطيب في الدفاع عن عضوية زملائه صحفيين الوكالة , ولا تزال الوكالة عضوا مهما في نقابة الصحفيين حتى هذه الأيام على الرغم من كل المؤامرات التي حيكت ضــدها لا خراجها مـن النقابة .
ولا بد هنا ان انبه وكالة الانباء الأردنية بمناسبة ذكرى تأسيسها الذي يصادف يوم 16/7/ من كل عام , ان تستذكر جهود وبصمات الذين تعبوا واسسوا وناضلوا من اجل رفعة وبقاء وكالة الانباء الأردنية واستمرارها في العمل وهي التي حفظت تاريخ الأردن منذ عام 1969 حتى يومنا هذا … حفظت تاريخ الأردن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والزراعي والثقافي وحتى الرياضي وشؤون المرأة والشباب وكل ما يتعلق بتاريخ وطننا العزيز .
ان وكالة الأبناء الأردنية بحاجة الى دعم ومساندة من الجهات الرسمية والخاصة لتعود تقود العمل الإعلامي وتتميز في عملها وان تنهج الوكالة أساليب جديدة في العمل في ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الصحفية الإلكترونية التي اثرت على وسائل الاعلام الأخرى ومن بينها وكالات الانباء .
ولا انسى ان اشيد بدور وجهود ونضال الزملاء السابقين سواء منهم من ما هو على قيد الحياة او الزملاء الذين انتقلوا الى رحمة الله تعالى , وهم البناة الذين عملوا في ظروف صعبة وقاسية حتى تبقى وكالة الانباء الأردنية وتستمر في عملها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى