مقالات

أبو عرجة يكتب شخصيات عرفتها .. الدكتور فهد الفانك

22 الاعلامي – عرفت الدكتور فهد الفانك عن قرب من خلال المشاركة في بعض الندوات والمحاضرات .ولعل من أهمها الندوة التي خصصت لمناقشة أوضاع الاعلام الاردني بعد إلغاء وزارة الاعلام وذلك في مقر المجلس الأعلى للاعلام . التي أدارها الدكتور الفانك وتحدث فيها كل من :معالي الاستاذ طاهر العدوان ومعالي الاستاذ طارق مصاروة وتيسير أبو عرجة.وكذلك الندوة التي رعاها في ،، الرأي ،،عندما كان رئيسًا لمجلس إدارتها. وقد شاركت فيها الى جانب معالي الاستاذ نصوح المجالي .وهناك لقاءات كانت تتم في إطار مركز الرأي للدراسات الذي كنا بين اللجنة المؤسسة له بتكليف من معالي الدكتور خالد الكركي عندما كان رئيسا لمجلس ادارة ،،الرأي ،،إلى جانب الاخ الدكتور جمال الشلبي أستاذ العلوم السياسية المعروف والاستاذ سليمان القضاة رئيس تحرير ،،الرأي ،،الاسبق .

ان الدكتور فهد الفانك بدأ حياته المهنية في الصحافة محررًا اقتصاديًا .وكان أول من يقدم صفحة متخصصة بالتحرير الاقتصادي في الصحافة الاردنية .وذلك في صحيفة الدستور عام ١٩٧١ التي كان يعترف بفضلها عليه وقال : إنه يسعده كأحد كتابها القدماء الذين أخذت بيدهم .ومن موقع الوفاء والاعتراف بالفضل أن أقدم لها أصدق تمنيات النجاح واستمرار الخدمة المتميزة .

وانتقل بعد ذلك الى صحيفة ،، الشعب،، عام ١٩٧٧ والتي توقفت عن الصدور في العام نفسه .ليلتحق بعدها بجريدة ،، الرأي ،، كاتبًا يوميا وبقي فيها الى أيامه الاخيرة .

وقد جمع الدكتور الفانك بين الكتابة الاقتصادية والكتابة في مختلف الشؤون السياسية والاجتماعية والثقافية.وكانت مقالته اليومية في الرأي بعنوان : رؤوس أقلام . وتحظى بمقروئية عالية .

ان الدكتور الفانك الذي دخل الصحافة ووصل في سلمها الاداري الى رئاسة مجلس ادارة الرأي من باب الاقتصاد والتجارة .كدراسة جامعية متخصصة .بالاضافة الى الخبرات الطويلة التي اكتسبها في عالم المال والاقتصاد . جعل لأسلوبه في تناول المشكلات الاقتصادية سمة خاصة تمنحها المصداقية والدقة . وكان لديه ذلك الحرص الشديد على التواجد اليومي من خلال مقالته التي يناقش فيها موضوعات يجعل عديدها حديث الناس والمجتمع. ناهيك عن الردود التي تأتي من كثير من الجهات الواردة في مقالاته .

ان الدكتور الفانك الكاتب المتمرس قدم نموذجا للكاتب الجاد المثابر . ويقول الاستاذ محمود الكايد عميد ،، الرأي ،، : ان الدكتور الفانك أكسب الكتابة الصحفية قيمة تميزت بالوضوح والإيجاز والصراحة والجرأة.
وذلك في الوقت الذي كان فيه الفانك ينسب الكثير من الفضل في هذا المستوى من الكتابة للاستاذ الكايد نفسه ،، عميد الرأي ،، الذي كما قال : لقد شجعني كثيرأ ورفع معنوياتي وتلقى عني هجوم الغاضبين وسهامهم . وقبل مني ما لا يقبله من غيري من مداعبة الخطوط الحمراء أحيانًا وتجاوزها أحيانا أخرى .حتى علا سقفي وجاز لي ما لا يجوز لغيري . بما في ذلك العلاج بالصدمة. والسباحة ضد التيار .ومواجهة الناس بواجباتهم ومسؤولياتهم قبل المطالبة بحقوقهم .

إن تجربة الدكتور الفانك الصحفية الطويلة. وتجربته في كتابة العمود الصحفي اليومي.جعلته يصل إلى وضع نقاط أساسية في معنى الصحافة ودورها ورسالتها .ومما قاله :

  • إن الصحفي يجب ان يكون حرًا وإلا فإنه ليس أكثر من موظف إعلانات أو كاتب نشرات.
  • إن حدود حرية الصحفي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين في المحافظة على سمعتهم وسرية خصوصياتهم.
  • إن الصحفي الحر لا يقبل الإكراميات والمساعدات من أي جهة سواء كانت محلية او عربية او اجنبية.
  • ان الحرية الصحفية ممارسة لا منحة . وأن لها ثمنًا باهظًا يجب ان يكون الصحفيون على استعداد لدفعه عند اللزوم .خاصة اذا كانوا يعتبرون انفسهم حملة رسالة .
  • إن الصحافة لن تكون صحافة إذا لم تستطع أن تأخذ من الحكومة موقف الناقد . ولن تكون صحافة إذا كان الصحفي لا يرقى إلى مستوى المسؤول .أو إذا كان غرضه مجرد الهدم .

وكان انتقاله الى رحمة بارئه في التاسع عشر من آذار ٢٠١٨ رحمه الله واحسن اليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى