مقالات
أخر الأخبار

تأثير المولد النبوي وتجليه في الواقع المعاصر بقلم د.ردينه العطي

22 الاعلامي – تأثير المولد النبوي وتجليه في الواقع المعاصر .. بقلم د.ردينه العطي
بسم الله الرحمن الرحيم
اننا نتكلم ليس عن تحول أو تغيير إنما نحن نتكلم عن أعادة هندسة الوجود بكليته ليس فقط على مستوى الأرض وانما على مستوى الكون فميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم أحدث زلزالا حقيقيا في البناء الروحي والمعاملاتي والأخلاقي في كل الوجود واكثر ما جعل هذا المولد بتلك العظمة هو ما ذهب اليه دائما في التفريق ما بين البشر ككائن بيولوجي الى انسان تتسم وتلتسق به سمة الأنسنة الطبيعية لمنظومة العلاقات الأجتماعية فالأنسان منذ الخلق يعتبر كائن أجتماعي بسقف التفاصيل
وقد لقى هذا الزلزال الأستراتيجي انعكاساته وثوابته الروحية والدينية والأنسانية احتضان من كل البشرية إينما وجدت وجد مفهوم الفرقان ما بين الخير والشر وأمتد تأثير عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى كل البناء المحيط ببيئته أولا وأمتد امتدادا تاريخيا الى أل البيت ثانيا حيث تهندست سلوكياتهم على اهمية الأخلاق الخلاقة والمبدعة التي تقرب الوجود ولو بشكل متدرج من علم الله الكلي وليس المطلق
لذلك ترى ان الظلم الذي تعرض اليه أل البيت كان كبيرا لأنه كان قائما بكل تفاصيله على احتواء الآخر وعلى الرحمة والوئام وترسيخ مفهوم التعدد بكل جوانبه مرتكزين على سمة الوجود الأساسية وهي تعدد الخلائق ووحدانية الخالق
انطلاقا من ذلك ترى حرص أل البيت والذي يقودهم بأقتدار شديد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين يرتكز في كل خطاباته وأفعاله على مفهوم تعدد الخلائق رابطا على سبيل المثال الوصاية الهاشمية على المقدسات الأسلامية والمسيحية
ان هذا الرابط اذا اخذ من زاوية الأنغلاق الطائفي او التوظيف السياسي كانت الوصاية على المقدسات المسيحية استثنيت من كل الحراك الدولي لذلك فأن العهدة العمرية كانت نبراسا حقيقيا توجه وتضبط وتسد ثغرات وهفوات من لم يستطيع استيعاب مفهوم الأنسنة التي اصبحت سمة وجودية أصيلة ومحورية في الأحترام الهائل الغير مسبوق لشخص جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذي استبق العالم كله قبل التغير المناخي الأخير الملموس والمحسوس بطرح مشروع أنسنة السلوك السياسي للنخب والدول
لهذا فتأثير مولد الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يتلاشى او ينحدر لانه مسنود من قبل وثوابت عظمة تأثير رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتدادها السرمدي الى ما بعد التاريخ
اهنئ كل مسلم وكل مسيحي وكل من يمثل دينا يرتكز على ثوابت الأنسنة المعظمة برسول الله صلى الله عليه وسلم في مولده الشريف والخروج من دائرة الأحتفالية العامة الى دائرة الخصوصية التي ارساها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي ستستمر كما اسلفت الى ما بعد التاريخ
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد كما صليت على سيدنا أبراهيم وعلى أل سيدنا ابراهيم في العالمين أنك حميد مجيد .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى