مقالات
أخر الأخبار

زَيف ادّعاء اليهود بأحقيّتهم في فلسطين

22 الاعلامي- بقلم شرين الصّغير

السؤال الذي يتبادر للأذهان “مَن الأقدم وجوديًا في فلسطين؟ ومن لهم الأحقية بهذا الوطن الذي عاش الويلات منذ سنوات “الفلسطينيون أم اليهود”؟

دعونا نرجع في التاريخ الى عصر الكنعانيين، والكنعانيون هم عائلة تنتمي إلى الشعوب السامية، وقد استقر الكنعانيون في جنوب سوريا وفلسطين وسيطروا عليها سيطرة تامّة، حتى أنها عُرفت باسم أرض كنعان أو بلاد كنعان.

وسكن العرب الكنعانيون أرض فلسطين منذ عصور ما قبل التاريخ (أي عصر ما قبل القراءة والكتابة) وقد استقروا وبدؤوا باستصلاح الأرض والزراعة وبناء البيوت وهو ما لم يكن دارجًا في تلك الفترة وقد وجدت آثار وأدوات زراعية تعود لفترة لم يكن فيها اليهود أصلا وهذا يدلّ أن هناك سكانًا سبقوا الجميع في الحياة على هذه الأرض.

إلى أن وصل تطور الحياة في فلسطين إلى مرحلة “الدويلات” في بداية العصر البرونزي (3200 ق.م – 2000 ق.م) وهي وجود تكتل سكاني وبيوت ومزارع واستقرار، ثم تطور الكنعانيون بعد ذلك لمرحلة التمدن، حيث أسس الفلسطينيون أول مدينة في تاريخ الإنسانية وهي مدينة أريحا وسميت “حضارة جريكو” كما ذكرت وأثبتت ذلك الحفريات الأثرية، ازدهرت الحياة التجارية والصناعية وتم سكب البرونز والمعادن وظهور المعتقدات الدينية والزخارف الفنية على الأدوات، ومرحلة “المدينة” كانت أرقى ما وصل إليه البشر في التطور في تلك الفترة.

ومع استمرار الوجود الفلسطيني بالتمدد والانتشار وبناء مراكز وتجمعات أخرى على الساحل الفلسطيني، وعلى مدار تلك العصور كانت ومازالت فلسطين محط أطماع المحتلين فكانت تتعرض للاحتلال بين الفينة والأخرى وأحيانا كان الاحتلال يمتد لقرون لكن في ظل وجود فلسطيني مستمر.

ومن الذين سكنوا فلسطين: الرومان والفرس ووصل اسكندر الأكبر حدود غزة واحتلها الصليبيون وغيرهم.

 فهل نقول إن فلسطين رومانية مثلا؟ أو هي تتبع بلاد فارس؟ بالتأكيد لا لأن السكان الأصليين ما زالوا موجودين وكل هذه الأعراق كانت عابرة لا يمكن نسبتهم للأرض ولا نسبة الأرض لهم أبدا.

وبعض الروايات اليهودية تتحدث عن معركة قاد فيها يوشع بن نون اليهود، واقتحامهم لأريحا التي كان يسكنها الكنعانيون في ذلك الوقت، فقاموا بتدميرها وإحراقها وعلى الرغم من أن الرواية نفسها تؤكد وجود سكان سبقوهم إلى الأرض وتتحدث عن ملك يدير مملكة كنعان إلا أن أبحاث البريطانية كاثرين كينون ذكرت أنه لا يوجد أثر لحرق حدث في أريحا في الفترة التي تذكرها التوراة.

وهذا يُظهر جليًّا ادّعاء بني إسرائيل وأنهم لم يبنوا حضارة قط ولم يصلوا في تطورهم الإنساني للمستوى السائد في تلك الأرض وهذا واضح في الأبحاث والدراسات الأثرية التي وجدت أدوات تعود للفلسطينيين منذ العهد البرونزي لكنها لم تجد شيئا يعود لليهود.

ولكي أُكمل حديثي لابد أن أُعرّف بشخصية هامة بالنسبة لليهود والذي يُعتبر عرّاب اليهود في تلك الحقبة:

“موسى مونتفيوري” “وهو ثري يهودي من بريطانيا وزعيم الجماعة اليهودية في إنجلترا ، زار فلسطين عدة مرات وشجع الإستيطان اليهودي، ونشر التعليم الزراعي بين اليهود في القدس. وبسبب مونتيفيوري تضاعف عدد اليهود خلال سنوات قليلة في فلسطين. كما أسَّس أول حي يهودي خارج أسوار مدينة القدس القديمة”.

زار مونتيفوري محمد علي باشا وفاوضه ليسمح ببناء قرى ومساكن لليهود ولم تتم هذه الاتفاقية ولكن بدعم من مونتفيوري قامت الدولة في عهد محمد علي بعمل إحصائية توضح عدد اليهود في فلسطين فوجد أن نسبة اليهود لا تتجاوز 2% حيث بقيت فلسطين فارغة من اليهود منذ هزيمتهم أمام الرومان. والذين كانوا يسكنون فلسطين وقت الإحصائية كانوا من يهود الأندلس الذين هربوا مع المسلمين عام 1494 عندما سقطت الدولة الإسلامية.

إذًا ماهي حقيقة الهيكل المزعوم؟

معنى الهيكل في زعم اليهود، الهيكل: كلمة يقابلها في العبرية (بيت همقداش) أي: بيت المقدس، أو (هيخال) وتعني البيت الكبير في اللغة السامية، وهو: الطريقة التي كان يشار بها إلى مسكن الإله –على حد زعمهم- ومن أهم أسماء الهيكل: بيت يهوه. والهيكل أعد أساساً ليكون مسكناً للإله. (موسوعة اليهود، 4/159)

ويعتقد اليهود أنّ خيمة الاجتماع التي يسمونها (قبة الزمان) كانت موجودة قبل عبادتهم العجل الذي هو متقدم على مجيئهم بيت المقدس، وأنها مسكن الرب، وقد كانت مع بني إسرائيل في التيه، يصلون إليها، وهي قبلتهم، وأن يوشع بن نون لما دخل بيت المقدس نصب هذه القبة على صخرة بيت المقدس، فكانوا يصلون إليها، فلما بادت صلوا إلى ملحقها، وهي الصخرة. ويرون أن أرض المسجد الأقصى هي أرض الهيكل وأن مسجد الصخرة هو: مكان قدس الأقداس، داخل الهيكل.

وهنا تكمن خطورة هذا المعتقد، وما يترتب عليه من ضرورة هدم المسجد الأقصى المقام على أرض الهيكل –حسب زعمهم- وذلك لبناء الهيكل المزعوم مكانه.

يحاول اليهود إثبات وجود هيكل سليمان المزعوم مكان المسجد الأقصى وقد توصلوا لإثباتات -افتراءات- من خلال علم الآثار التوراتي ولكن علم الآثار الحقيقي نفى وجود أي آثار ترجع إلى بني إسرائيل حتى أيامنا هذه، رغم الحفريات الهائلة التي يقوم بها الاحتلال في القدس وأسفل المسجد الأقصى وفي عدة مواقع في فلسطين.

وهذا يثبت أن الأدلة التاريخية التي يعتمد عليها الإسرائيليون ضعيفة وتحمل تناقضات كفيلة بنسف أحقيتهم كاملة. وأن بني إسرائيل لم يبنوا حضارة قط ولم يصلوا في تطورهم الإنساني للمستوى السائد في تلك الأرض وهذا واضح في الأبحاث والدراسات الأثرية التي وجدت أدوات تعود للفلسطينيين منذ العهد البرونزي لكنها لم تجد شيئا يعود لليهود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى