22الاعلامي- كتبت: يسرى أبو عنيز
لا يقف جمال منطقة كركمة الواقعة بين محافظتي عجلون واربد شمال المملكة على جمال الطبيعة،والحلة الخضراء التي تكتسي بها خلال فصلي الشتاء والربيع فحسب،بل أنها منطقة تراثية بإمتياز لوجود البيوت التراثية القديمة التي بنيت فيها منذ منتصف القرن الماضي من الطين والحجر،حيث كانت مسكناً لهم.
وحتى بعد أن ترك أصحاب هذه البيوت القديمة المنطقة ليستقروا في المناطق المجاورة لمنطقة كركمة ،أو توجهوا للمدن ،فإن هذه البيوت لا تزال شاهداً على تاريخ هذه المنطقة ،وليس هذا فحسب بل إن العديد من المزارعين قاموا بإستغلال هذه البيوت القديمة من خلال زراعة ساحاتها ببعض المحاصيل ،ومنهم من قام بتربية المواشي مستغلا وجود هذه البيوت،بل وأعاد إليها الحياة ،ولكن بشكل موسمي فقط.
وهذه المنطقة التي يرتادها الزوار من محافظات الشمال ،ومن داخل وخارج المملكة للإستمتاع بجمال الطبيعة ،والربيع الذي يكسوها مع أول مواسم المطر في كل عام ليحولها لجنة خضراء.
كما يقوم العديد من المزارعين من سكان مناطق الشفا في محافظة عجلون (حلاوة،و الهاشمية) بزراعة الأراضي الزراعية الخصبة في تلك المنطقة بالمحاصيل الحقلية كالقمح،إضافة لزراعة أنواع عديدة من الخضروات في هذه المنطقة لتكون بذلك مصدرا للدخل في هذا الموسم لهم .
هذه المنطقة التي تزدان بالأزهار البرية،والنباتات الموسمية كالخبيزة والجرجير ،والبسباس يتوجه إليها المواطن للإستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة فيها،إضافة لقيام بعض المواطنين بجمع هذه النباتات الموسمية ،وبيعها للإستفادة من هذا الموسم ،حيث تشكل هذه النباتات مصدراً مهماً للرزق بالنسبة لهم.
غير أن هذه المنطقة ،ورغم جمالها ليس في فصلي الشتاء والربيع فحسب ،ورغم وجود البيوت التراثية القديمة تفتقر للخدمات ،لتكون مقصداً للزوار على مدار العام،كما أن بيوتها تحتاج للصيانة والإهتمام من قبل الجهات الرسمية المعنية وبخاصة وزارة السياحة والآثار ،أسوة بالمناطق الأخرى مثل قرية صمد التراثية ،وتقديم الخدمات لكافة المواطنين ،والزوار.