مقالات
أخر الأخبار

أ.د أحمد فخري العجلوني يكتب مقال بمناسبة يوم العلم الأردني

22 الاعلامي – بقلم : الأستاذ الدكتور أحمد فخري العجلوني / رئيس جامعة البلقاء التطبيقية

بسم الله الرحمن الرحيم

تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية في السادس عشر من نيسان من كل عام بيوم العَلَم الأردني، هذا الرمز الخالد الذي يجسد سيادتنا ووحدتنا، ويحمل في خيوطه تاريخًا من البطولة والتضحية، وسيرة وطنٍ بُني بالعزم والإرادة. إنه ليس مجرد راية ترفرف في السماء، بل هو هوية راسخة، وعنوان انتماء، ورمز كرامة نعتز به ونورثه للأجيال.

يأتي يوم العَلَم ليُعيد التأكيد على ثوابتنا الوطنية، ويجدد عهد الولاء والانتماء للوطن وقيادته الهاشمية المظفّرة، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين، سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حفظهما الله.

لقد شكّل العَلَم الأردني عبر العقود راية للنصر والأمل في أحلك الظروف، ورافق مسيرة بناء الدولة منذ التأسيس، وحمل مع كل رفعة له رسالة مفادها أن هذا الوطن لا ينكسر، ولا يعرف إلا الصعود. وهو حاضرٌ في قلوب الأردنيين، في مناسباتهم، وفي مدارسهم، في أفراحهم وأتراحهم، وفي كل ميدانٍ شهد على صدق انتمائهم.

ونحن في جامعة البلقاء التطبيقية، نؤمن بأن دور الجامعات لا يقتصر على التعليم والتأهيل الأكاديمي فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى ترسيخ القيم الوطنية، وتعزيز الهوية والانتماء لدى الطلبة، وتخريج أجيالٍ تحمل في وجدانها حب الوطن وتسعى بوعي وإبداع لبنائه. فالعلم، كما هو رمز للسيادة، هو أيضًا منارة للهُوية ورسالة للغد.

ونسعى في جامعة البلقاء التطبيقية إلى أن يكون يوم العلم محطة تربوية وثقافية تتجدد فيها معاني الانتماء، لا من خلال الاحتفال فحسب، بل من خلال تعميق الوعي برمزية هذا العلم في حياة الأفراد والمجتمعات. فاحترام العلم ليس طقسًا عابرًا، بل مدخلٌ لتنشئة مواطن مدرك لمعنى الهوية، معتزّ بإرثه، ومؤمن بمسؤوليته تجاه وطنه.

ومن أسمى ما نغرسه في نفوس أبنائنا وبناتنا أن العلم ليس رمزًا جامدًا، بل هو تمثيل حي لكل ما نؤمن به من قيم: الاحترام، والعمل، والتفاني، والصدق. إننا نُعلّم أبناءنا أن الوقوف أمام العَلَم ليس مجرد أداء شكلي، بل فعلٌ وطني يُجسّد عمق الانتماء لهذا الوطن، والتقدير لتاريخه، والإيمان بمستقبله. ومن هنا، فإن دور المؤسسات التعليمية لا يقتصر على ترسيخ المعرفة، بل يمتد إلى صناعة الوعي الوطني الذي يتجدد في كل جيل.

إن يوم العَلَم ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو دعوة للتأمل والعمل. هو موعد سنوي لنقف جميعًا، أساتذة وطلبة وإداريين، أمام رايتنا بكل تقدير وإجلال، مجددين العهد بأن نظل أوفياء لهذا الوطن، أوفياء لرموزه، عاملين من أجل رفعته وازدهاره.

نسأل الله أن يديم على أردننا العزيز أمنه واستقراره، وأن يبقى علمه عاليًا خفاقًا في كل المحافل، رمزًا للعزة والسيادة، ودليلًا على شعب لا يعرف إلا المجد والكرامة.

وكل عام والوطن وقائد الوطن بألف خير.

مع خالص التقدير،
الأستاذ الدكتور أحمد فخري العجلوني
رئيس جامعة البلقاء التطبيقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى