مقالات
أخر الأخبار

سلهب تكتب : عيد العمال… موعدنا السنوي لتكريم من يبنون الحاضر ويصنعون المستقبل

22 الاعلامي – بقلم: د. آلاء سلهب التميمي

يطلّ علينا الأول من أيار، عيد العمال العالمي، كوقفة سنوية للتأمل في واقع الإنسان العامل، الذي بجهده وعرقه تُبنى الأوطان، وتتحقق التنمية، ويُصان الاستقرار الاجتماعي.

وهو يوم نرفع فيه التحية لكل يدٍ تُنتج، ولكل عقل يُبدع، ولكل قلبٍ ينبض بالمسؤولية.

ورغم التقدير المعنوي لهذا اليوم، فإن الواقع يفرض علينا أن نُحوّل هذه المناسبة إلى محطة حقيقية لتقييم وتطوير السياسات المتعلقة بالعمال وحقوقهم وبيئة عملهم.

فتكريم العامل لا يكون بالكلمات فقط، بل بحماية حقوقه وصون كرامته وضمان أمنه الوظيفي والمعيشي.

وأولى القضايا التي يجب التوقف عندها هي التأكد من تطبيق الالتزام بالحد الأدنى للأجور. وتجاوز هذا الحد يشكّل انتهاكًا صريحًا للقانون ويؤثر سلبًا على المستوى المعيشي لشريحة كبيرة من العمال.

ولا يقل عن ذلك أهمية، التأكيد على حق العمال، في مختلف اختصاصاتهم ومهنهم، بالانتساب إلى النقابات المعنية بهم، باعتباره حقًا لهم.

فالنقابات ليست فقط أداة للدفاع عن الحقوق، بل شريك في تنظيم العلاقة بين العامل ورب العمل، وهي مظلة قانونية تضمن توازن المصالح، وتسهم في الحد من النزاعات.

ومن الضروري إزالة أي عوائق أو تعقيدات تحول دون تمكين العمال من الانضمام إليها بسهولة ويسر.

كما أننا بحاجة إلى مراجعة دورية من قبل مؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية، ووسائل الإعلام، في مراقبة وتطوير التشريعات والأنظمة العمالية.

إذ لا بد من وقفة تقييم شاملة ومستمرة للبيئة القانونية المحيطة بالعمل، بما يضمن تجديدها وتطويرها لمواكبة المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، ويكفل للعمال بيئة آمنة، وصحية، وإنسانية تليق بكرامتهم وتُحفّزهم على الإنتاج والعطاء.

وفي المقابل، فإننا نؤمن بأن للعامل مسؤوليات أيضًا، أبرزها الالتزام بالتعليمات الناظمة لعمله، والقيام بمهامه بأمانة وصدق وإخلاص، والحرص على أن يكون عنصرًا إيجابيًا في مؤسسته، وعونًا لمسؤوليه وزملائه لتحقيق الأهداف العامة.

فالعلاقة المتوازنة بين الحقوق والواجبات هي التي تضمن بيئة عمل مستقرة وناجحة، يسودها الاحترام المتبادل والتقدير المشترك.

في عيد العمال، لا نحتفل بالعمل فقط، بل نُجدّد العهد على حماية الإنسان العامل، ودعم حقوقه، وتحفيز طاقاته، لأن الأوطان تُبنى بسواعد أبنائها وبإرادتهم الحرة.

كل عام وعمال الأردن بخير، كل عام وهم عنوان الكرامة ومصدر العزّة، وكل عام ووطننا يزدهر بعدله وإنسانيته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى