السياسي الجزائري الإبراهيمي يحاضر في شومان
22 الاعلامي –
القى السياسي والدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، محاضرة بعنوان “العرب في عصر الحرب الباردة الثانية”، نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان في عمان.
ووفقا لبيان صحفي صادر عن المؤسسة اليوم الاربعاء، قال الابراهيمي في المحاضرة التي حضرتها كريمته سمو الأميرة ريم علي، وأدارتها العين الدكتورة علياء بوران، إن الحرب العالمية الباردة انتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وأصبح هناك قطب منتصر وآخر منهزم. وأضاف ” قيل لنا آنذاك أن القطب المنتصر من حقه أن يفرض نظاما جديدا على العالم، وأنه سوف يستمر في السيطرة لمدة طويلة قد تمتد إلى نحو 100 عام”. وبين أن البعض كانوا يدركون بأن الحرب الباردة انتهت ودخل العالم في فترة انتقالية قد تكون طويلة أو ربما قصيرة مع تأكدهم بقيام نظام عالمي جديد تكون الولايات المتحدة الأميركية، هي الأقوى وربما تجد من يكون ندا لها من القوى الجديدة في العالم، مشيرا إلى ظهور قوى عظمى جديدة عالميا وهي الصين الشعبية التي أصبحت ندا قويا للولايات المتحدة، وأن التكهنات جميعها تفيد بأن الصين ستسبق الولايات المتحدة في بعض المجالات، وخاصة الاقتصادية في غضون 30 عاما. وقال الإبراهيمي إن الولايات المتحدة كانت قد ساعدت الصين في بداياتها على أن تتطور وتتقدم، لأن الصين في نهاية القرن الماضي كانت علاقاتها متوترة مع الاتحاد السوفيتي، في سعي منها لتكون الصين حليفة لها ضد الاتحاد السوفيتي، مشيرا إلى أن الصين أصبحت الآن منافسة قوية لأميركا في مجالات مختلفة وقد تغير موقف الولايات المتحدة تجاهها.
وبين إنه في نهاية الحرب الباردة كانت هناك وعود صريحة من قبل حلف الناتو بعدم التوسع شرقا، وقد خالفت وعدها في ظل عدم مبالات الدول الغربية حتى وصلنا الى اندلاع الحرب في أوكرانيا.
ولفت الإبراهيمي الى العديد من الأزمات السياسية في عالمنا العربي مثل أزمات العراق ثم سوريا وليبيا، إضافة الى القضية العربية الأساسية وهي فلسطين، مبينا أنه لا يمكن لأي أزمة أن تبقى داخلية بل لا بد لها أن تتحول فورا إلى إقليمية ثم دولية، ومستعرضا الآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي خلفتها تلك الأزمات على الدول والشعوب العربية.
وحول القضية الفلسطينية، قال: “أيدت مقاطعة جنوب أفريقيا، وأنا اليوم كذلك أؤيد مقاطعة إسرائيل واقاطعها، لأن النظام الذي قاطعته في جنوب أفريقيا، هو نفسه القائم الآن في فلسطين”.
وتطرق الأخضر الإبراهيمي في الحوارية الى العديد من الأمور والقضايا السياسية الإقليمية والدولية التي تشغل العالم العربي والعالم في الوقت الراهن. وكانت بوران أشارت في بداية الحوارية، إلى أنه خلال القرن الماضي، عاش العالم انقساما حادا فيما كان يعرف بعالم ثنائي القطبية، أو بين حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة وحلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق.
وبين أنه خلال تلك الفترة لم تكن هناك حرب معلنة، ولكن التنافس الأميركي السوفيتي أفرز ما عرف بالحرب الباردة؛ اندرجت خلالها القوتان بتنافس شديد وسباق للتسلح وصراعات سياسية واستقطاب الدول الأخرى، ليخرج هذا التنافس من دائرة أوروبا ويشمل العالم بأجمعه تقريبا.
وحضر الحوارية عقيلة الإبراهيمي، والعديد من السياسيين والدبلوماسيين، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة عبد الحميد شومان صبيح المصري، والمديرة العامة التنفيذية للبنك العربي رنده صادق، والرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، وجمع من المهتمين.
(بترا)