زوجان من عشاق “الكباب الحلبي” يبتكران آلة لصنعه
لطالما اقترن الطعام الشهي بمدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، واكتسب مطبخ “الشهباء” شهرة واسعة لما يضج بين جنباته بأشهى وأطيب أصناف الأطباق اللذيذة، يصفه كل من يتذوق أنواع الطعام الحلبي بـ الفن” الذي لا يتكرر، ولا يبالغ بعض من يتعرف على أنواع المأكولات الحلبية بتعبير “لا تضاهى”، في حال دخلت المنافسة، فمن السهل أن تنتزع اللقمة الحلبية الفوز بجدارة.
ولهذا يواصل صانعو المأكولات الشعبية بكل أصنافها العمل على تكريس مطبخهم وتطويره رغم كل الضرر الذي لحق بالمدينة نتيجة الحرب الإرهابية الأخيرة على البلاد، لكن “اللقمة الهنية” ما زالت تسري لنفوس تتذوق طيب المأكل، وتستنشق أزكى الروائح التي تعبق في أرجاء المطبخ الحلبي.
وفي حين يتربع (الكباب) برأس قائمة تطول من أصناف الطعام حيث يوجد ما يفوق عن (80) نوعاً من أنواع الكباب الحلبي، استطاع زوجان من أبناء المدينة صناعة آلة هدفها تسهيل العمل على ربات المنازل أو العاملين في المطاعم ضمن عملية “التسييخ” التي تسبق الشواء، والنتيجة سرعة أكبر في تقديم كميات كبيرة وبوقت وجيز، من أسياخ اللحوم الحمراء أو البيضاء المعدة للشواء على جمر الفحم كما يقول مهندس الاتصالات خالد عتر عن دوافع صناعة آلة أطلق عليها “الشهباء”
وتمكن المهندس عتر وبمساعدة زوجته المختصة في مجال هندسة الميكانيك بالعمل على رسم مخطط لعملهم، وإيجاد الأدوات المناسبة لتنفيذ آلتهم (تسييخ الكباب) وبعد عمل متواصل تمكنوا من إنجاز الآلة ووضعها في الخدمة، ويضيف المهندس خالد “المشروع يساعد المنشآت السياحية والغذائية والمطاعم والفنادق التي لديها طلبات كبيرة لما تختصر من الوقت”.
ويشرح صانع آلة “تسييخ الكباب” أنه لتجهيز الوجبات بأسرع وقت عبر التسييخ بالمكنة يستغرق الأمر لكل سيخ 7 ثواني فقط، وهذا يعطي 25 كيلو بالساعة، بينما الشخص العادي وبالطريقة المعتادة، والتقليدية عبر الضم باليدين فإنه بحاجة لضم ما يقارب 20 سيخا من لحم الكباب بين 10 إلى 15 دقيقةً بينما الماكينة تصنع 25 كيلو بالساعة الواحدة.
من جانبها كان للسيدة “عتر” ووقوفها إلى جانب زوجها في تنفيذ فكرته دور بارز في إنجاح العمل، وشرحت المهندسة ناديا قلعجي خريجة هندسة ميكانيكية عن طبيعة عمل الآلة بقولها: “دعمت زوجي بهذه الفكرة لأنها بحقيقة الأمر استهوتني فربات المنازل يعلمن جيداً كما هو العمل مُنهكٌ”.
وترى المهندسة قلعجي أن المحرك باستطاعته التماشي مع واقع الانقطاعات الكهربائية المتكررة أي هو يعمل مع توفر الأمبير ويمكن التحكم بشكل القالب بالطريقة التي نرغبها، وذكرت الزوجة عتر شريكة العمل بأنه في حال لم تتوفر الكهرباء يمكن أن يتم العمل بجهاز يدوي رغم أنه لن يكون بالسرعة والإنتاجية كما الآلة الكهربائية لكنها تسهل على ربات المنازل بلا شك حسب وصفها.
الزوجان سعيدان بأنهما قدما عملاً سيسهل بالنتيجة على الناس من ربات المنازل والمنشآت، وكشفا عن دراسة لاستكمال كل مراحل عملية الشواء للنهاية وعزمهما على إكمال خط انتاج الشواء حتى النهاية بطريقة آلية متميزة.
المصدر : .sputniknews