22 الاعلامي – بقلم: د.آلاء سلهب التميمي
بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، تتجدد في قلوبنا مشاعر الحب والامتنان تجاه قدوتنا وحبيبنا رسول الإنسانية محمد ﷺ، الذي بعثه الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا للعالمين.
إن مولد النبي الكريم يمثل حدثًا عظيمًا في التاريخ الإسلامي، ليس فقط لكونه بداية حياة خاتم الأنبياء والمرسلين، بل لأنها بداية تحول جذري للبشرية نحو النور والهداية، بعد أن كانت تغرق في ظلمات الجهل والظلم.
المولد النبوي الشريف هو محطة يتوقف عندها المؤمنون للتأمل في سيرة هذا الرجل العظيم قدوتنا الذي غيّر وجه العالم.
فقد أرسى دعائم العدل والمساواة، وأعطى الإنسانية أسمى معاني الرحمة والحب والتسامح والقيادة.
حين نذكر مولد الرسول، نذكر معه قيمًا عظيمة؛ منها الصبر والإخلاص في العبادة، والتسامح مع الآخرين، والعطف على الفقراء والمحتاجين، وتأكيد مبدأ الوحدة والتآخي بين أفراد الأمة.
الاحتفال بهذه المناسبة يجب أن يكون محطة لتجديد العهد مع الله ورسوله، وللتفكر في التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم.
فما أحوجنا إلى أن نستلهم من سيرة النبي الكريم منهجًا للحياة المعاصرة، كي نواجه الفتن والابتلاءات بروح الإسلام السمحة وروح القيادة وكي نتبنى قيم العدل والرحمة والإحسان والأخلاق في تعاملاتنا اليومية.
إن مولد النبي ﷺ هو فرصة للتأكيد على أن الرسالة الإسلامية ليست مجرد طقوس دينية، بل هي منظومة قيم ومبادئ واخلاق تتطلب التطبيق في كل جانب من جوانب الحياة.
ففي زمن التحديات والصراعات، تبرز الحاجة إلى العودة إلى أخلاق النبي وسيرته النقية، لتكون منارة نهتدي بها في حياتنا ونبني بها مجتمعاتنا.
ولعل أهم ما يمكن أن نستفيد به من ذكرى المولد النبوي هو سيرة النبي صل الله عليه وسلم العطرة .
فلقد جاء النبي برسالة توحيد تجمع بين القلوب وتؤلف بين الناس على اختلاف مشاربهم وألوانهم.
إن إعادة إحياء هذه القيم النبوية من شأنها أن تعيد للأمة قوتها وعزتها بين الأمم.
إن ذكرى المولد النبوي الشريف ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي دعوة إلى العودة إلى الأخلاق الحقيقية للإسلام، وإلى تجديد التزامنا بتعاليم النبي الكريم ﷺ.
فهذه الذكرى تحمل في طياتها معاني العزة، والكرامة، والتسامح، والقيادة وهي رسالة لكل مسلم أن يسير على خطى النبي ليكون خير سفير لهذا الدين العظيم في هذا العالم المتغير.
في مولد الهادي أضاء النورُ
وتلالأت في الكون آيات السُرورُ
محمدٌ يا خيرَ من وطأت خطاهُ
أرض الهدى والحق.. منبعُه الطهورُ
بعثتَ للعالم رحمةً وضياءً
نورٌ من الرحمن يجلُّ به الشعورُ
يا من حملتَ الحقَّ في راحاتك
في ذكركَ الطيب يزهو الكون دوماً
وتُرفعُ الأعلامُ وتُزهِرُ الزهورُ
أنتَ الذي أعطى اليتيمَ مكانةً
وحرّكَ الأرواح في قلب الفقيرِ
زرعتَ حبَّ الله فينا قائداً
وسَقيتَنا من كوثرٍ عذبٍ غزيرِ
يا سيدَ الأكوان، يا نبعَ الهدى
نُعيدُ ذكركَ، والضياءُ به يغورُ
في مولدكَ، يا سيدَ الأخلاق، نحنُ
نجددُ العهدَ، واليقينَ مع الشعورُ
نسعى بأن نبقى على نهجكَ دوماً
ونُرتِّلُ الفضلَ في قلب الصغيرِ