مقالات

يا ريت مصيبتنا في إكسبو فقط

نسيم عنيزات
لا اريد ان اتحدث عن اكسبو دبي وماذا حدث فيه لان الامر كان متوقعا بعد الملاحظات التي سمعناها عن الجناح الاردني منذ اكثر من شهر والتي كانت تشير إلى ان الاستعدادات والعمل لم يكونا على مستوى الحدث.
بدأنا في اكسبو دبي 2020 لانه حديث الساعة واخر المستجدات لا لكونه حدثا مستهجنا فكثير من ملفاتنا وقضايانا تدار بطريقة واسلوب الفزعة وعدم التخطيط.
فعند اول شتوة تغرق البلد وتغص الشوارع بالسيارات وتدخل الامور ببعضها من ازدحام وفوضى .
نعم في اي قضية وعند اي ملف مهما كان تتكشف امور وخفايا تدور حولها حالة من الشكوك وتحوم حولها شبهات فساد حتى تعمق هذا المفهوم في نفوس الناس بعد ان شاهدنا الفشل في معظمها .
فها هو التعليم عن بعد في عامه الثاني ومدى تحقيقه للحد الادنى من الاهداف مقارنة مع تكاليفه ومقدار التمويل والدعم الذي تحصّل.
وفي منعطف التوجيهي والشهادات الخارجية حدث ولا حرج في ظل الحديث عن شبهات فساد في هذا الملف الذي يسير كما يخطط له المستفيدون .
اما سد الموجب الذي كلف الدولة وشعبها عشرات الملايين من الدنانير في بلد يعاني شحا في الاموال وفقرا في المياه بعد ان سلبوا منا الاثنتين معا فهذا فصل اخر.
لتذهب اموالنا الى جيوب لا نعرف من هي ومدى احقيتها؟ بعد ان ضلت طريقها فاضاعوا علينا ملايين من الامتار المكعبة التي نحن بأمس الحاجة إلى اي قطرة منها .
ولسد الوالة قصة اخرى بعد تباين وجهات النظر والروايات المتناقضة من المسؤولين انفسهم حاليين وسابقين .
وفي ظل كل التعثر الذي لا نعترف فيه مطلقا لان التبريرات دائما موجودة والردود الانشائية التي تطرب لسماعها دائما جاهزة وكأنهم بخاطبون الناس عبر الروبوتات او في عالم اخر .
والمصيبة مدى التجهيز والتحضير والإعلام والتطبيل والدعاية التي تسبق الحدث وانطلاقه.
احاديث مكررة واجتماعات تم حضور مسلسلها في السنوات السابقة كالاستعداد للشتاء وحالة الطواريء تشعرك وكأنك في دولة لم تر الشتاء والمطر مطلقا ومع كل ذلك ، تغرق شوارعنا ، وعباراتنا تعجز عن التصريف المياه التي تدخل . الى بيوتنا ومحلاتنا .
عن ماذا نتحدث عن كل الدمار والخسارة التي سببها لنا كورونا و فاقمها عقم الإجراءات بعد سلسلة من التزمير والتطبيل وكأننا سبقنا الولايات المتحدة في الاجراءات لنقع بعدها في حفرة عميقة لم نخرج منها لغاية الآن، والعالم من حولنا اخذ يميل الى التعافي ويقترب من السيطرة ونحن كالطائر المذبوح تحسبه يرقص من الالم .
امر محزن عندما تغوص في ملفاتنا وتدخل الى بطونها بعد ان تتجاوز قشورها لترى العجب في داخلها وحجم المرض الذي اصابها .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى