برلمانيات

البرلمان العربي : نرفض المساس بالوصاية الهاشمية على المقدسات

إنطلقت في عمان، أمس الخميس، أعمال الجلسة الثانية من دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الثالث للبرلمان العربي، برئاسة رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، وحضور رئيس مجلس النواب المحامي عبدالكريم الدغمي، ورئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز.
وتبلغ مدة البرلمان العربي (الفصل التشريعي) 4 سنوات، يعقد سنويا دورة عادية (دور انعقاد) خلال شهر تشرين الأول وتنتهي في شهر حزيران من السنة التالية، كما يجيز النظام الداخلي للبرلمان عقد دورات غير عادية بدعوة من رئيس البرلمان أو 15 عضوا، وبموافقة المكتب الذي يتشكل من الرئيس ونوابه ورؤساء اللجان الدائمة.
واعرب رئيس مجلس النواب المحامي عبد الكريم الدغمي عن شكره للبرلمان العربي على اختياره مجلس النواب الأردني لانعقاد جلسته ، لافتا إلى أن الأردن بقيادته الهاشمية سيبقى على عهده مع أمته، باحثا عن مساحات التوافق العربي، ويرى في كل أشكال التدخل الخارجي، مدعاة للخسران، ووقودا للنيران، فهذا الأردن كما عرفتموه سيبقى على عهده مع أمته، ما تقلب يوم قلبت صروف الدهر غيره، وآثر على نفسه رغم ضيق ذات اليد، باحثاً عن مساحات التوافق العربي، لا يعمق الهوة بين الإخوة، أردنٌ ما باع بدماء أمته ولا اشترى، ونأى بالنفس عن هوى الغريب، فتمسك رغم الجرح والأذى بالقريب.
وقال في كلمته خلال الجلسة، إن الأردن بقي يحرس ذاكرة الأمة كلما أصابها الوهن، ويعيد على أجندتها صدارة قضاياها المركزية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بأن استمرار غياب الحل العادل لها، وضياع أحلام الأجيال بالأمن والطمأنينة وتبدد المستقبل أمام جبروت المحتل، هو الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة برمتها ويغذي روافد التطرف، ولن يكون هناك استقرار دون أن تنعم أرض الأنبياء ومهبط الرسالات السماوية بالأمان.
وعرض لمواقف الاردن بقيادة الهاشميين الذين حملوا من الأمانة ثقلها، فما لانوا ولا استكانوا يوم كان للكلمة ثمن، وللموقف عاقبة، فوقف الأردنيون خلف مليكهم بعزم معلنين أن فلسطين ليست للبيع، وأن القدس ليست للمساومة، مستذكرين أن أسوار القدس شامخات مجبولة بدماء جيشهم العربي المصطفوي.
ودعا إلى عودة سوريا إلى حاضنتها العربية، ودعم وحدة العراق وسوريا واستقرار اوضاع لبنان واليمن وليبيا، ورفض كل أشكال التدخل في شؤونها، مؤكدا اهمية الضغط البرلماني على الحكومات للشروع بفتح أبواب التعاون الممكن والمتاح نحو تحقيق التكامل الاقتصادي، وبحث كل اشكال العمل الجماعي وتسخير كل الجهود لمواجهة ما ألقته كورونا علينا من آثار ونقص من الأموال والأنفس والثمرات والغذاء والدواء والماء.
بدوره، عبر رئيس البرلمان العربي عادل العسومي عن تقديره وامتنانه لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي شرفنا بتقلد جلالته وسام القائد، تقديرا وعرفانا من الشعب العربي لمواقف جلالته العروبية في الدفاع عن قضايانا العربية، وجهود جلالته الملموسة في صون وحماية الأمن القومي العربي، مثمنا الجهود الحثيثة والدور الرائد الذي يقوم به جلالته في دعم القضية الفلسطينية، والدفاع عن المقدسات الدينية وحمايتها في ظل الوصاية الهاشمية المباركة على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة.
وأشار إلى أن الجهود الحثيثة التي يقوم بها جلالته في هذا الشأن، تمثل نموذجا رائدا يحتذى به في تحمل المسؤولية والدفاع عن القضايا العربية العادلة، وسيظل شعبنا العربي مقدرا وداعما لتلك الجهود.
واكد مواقف البرلمان العربي تجاه القضية الفلسطينية، قضيتنا الأولى، وفي مقدمتها الدعم التام لحقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، مجددا رفض وادانة الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها سلطات الاحتلال وجرائمها المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وخروقاتها الممنهجة واستخفافها الشديد بقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وكذلك سياسات الاستيطان والتدمير والتهجير القسري التي تقوم بها في مدينة القدس المحتلة.
واشار إلى انجازات البرلمان العربي خلال الفترة الماضية، والمتمثلة في تعزيز الشراكات الدولية المؤسسية من خلال تنظيم منتدى برلماني عربي إيطالي لتعزيز العلاقات العربية الإيطالية على المستوى البرلماني، ليشكل خطوة نحو فتح قنوات تواصل مباشرة مع الجانب الأوروبي لمناقشة كافة القضايا محل الاهتمام المشترك، فضلا عن الاتفاق على خطة عمل برلمانية مشتركة بين البرلمان العربي وبرلمان البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية تعاون مهمة مع الاتحاد البرلماني الدولي، وهي الأولى من نوعها مع برلمان إقليمي، والمشاركة في تدشين الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز التي تمثل ثاني أكبر تجمع عالمي بعد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واكد دعم البرلمان العربيا الكامل لآلية التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق التي تمثل قيمة مضافة لتعزيز العمل العربي المشترك.
وتناقش جلسة البرلمان العربي، مجمل الأوضاع في المنطقة العربية، والتقارير الصادرة بحق الدول العربية، فضلا عن تطورات الأحداث واستعراض تقارير اللجان.
واختتم البرلمان العربي أعمال جلسته الثانية، من دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الثالث للبرلمان، والتي انعقدت في عمّان، أمس الخميس.
وجدد البرلمان العربي رفضه لكل محاولات القوة القائمة بالاحتلال، كما رفض المساس بالرعاية والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، مثمنا الدور الأردني في رعاية وحماية وصيانة المقدسات في إطار الرعاية والوصاية الهاشمية التاريخية، مؤكدا دعمه لإدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية في الحفاظ على الحرم القدسي الشريف ضد الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، واعتبارها الجهة القانونية الحصرية والوحيدة في إدارة جميع شؤون المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف.
وأكد، في ختام اجتماعاته، دعمه التام لحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة وعلى رأسها حق تقرير المصير وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة للاجئين، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من المعتقلات والسجون الإسرائيلية، مطالبا المجتمع الدولي برعاية ودعم مؤتمر دولي للسلام يضع آليات لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ضمن فترة زمنية محددة تلزم إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية على أساس قرارات الأمم المتحدة والمرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية لعام 2002.
وطالب البرلمانيون العرب بمواجهة مخططات التهويد والاستيطان، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، كما دعوا الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق لزيارة السجون الإسرائيلية، والوقوف على الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون، إلى جانب المطالبة بتقديم الدعم المالي اللازم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، للخروج من أزمتها المالية الحالية، وإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية وإنجاز الوحدة الوطنية، وتجديد الدعوة للدول العربية لإطلاق حملة لتقديم الدعم المالي الرسمي والشعبي لمساعدة الفلسطينيين وفق خطة حملة شعبية يضعها البرلمان العربي.
وناقشت جلسة البرلمان العربي كذلك، التطورات السياسية والأمنية في الدول العربية، ودعم جهود إيجاد حل سياسي للأزمة في كل من اليمن وليبيا، والتضامن مع العراق ودعمه فيما يتخذ من إجراءات للحفاظ على أمنه واستقراره، والترحيب بالاتفاق السياسي بين أطراف العملية السياسية في السودان، والتأكيد على ضرورة الالتزام به لاستكمال المرحلة الانتقالية، كما أكدوا أهمية دعم الصومال ومساعدته لتجاوز الإرهاب والجفاف.
وتضمن جدول أعمال الجلسة مخرجات اللجان الدائمة، وتوصياتها بشأن إعداد قوانين عربية موحدة بخصوص:
دعم جهود التعافي من جائحة كورونا، وتنظيم أوضاع العمالة، ومكافحة العنف ضد المرأة، وحماية اللغة العربية، إلى جانب إضافة محور الأمن المائي العربي ليكون ضمن محاور تقرير الحالة الاقتصادية في العالم العربي للعام الحالي، وتكليف الأمانة العامة للبرلمان بإعداد التقرير، فضلاً عن قوانين وسياسات استرشاديه ذات صلة بالتنمية المستدامة، وتتعلق بالتغير المناخي، وسلامة الغذاء والدواء.
كما تقرر استحداث بند في موازنة البرلمان العربي تحت مسمى المرصد العربي لحقوق الإنسان، وإعداد استراتيجية عربية موحدة لمكافحة استغلال وعمالة الأطفال، ودليل لتطوير وإصلاح منظومة السجون في الدول العربية.
وكان الدغمي أشار، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس البرلمان العربي عادل العسومي عقب افتتاح الجلسة، إلى أنّ جلالة الملك عبد الله الثاني وجه بتقديم التسهيلات كافة لإنجاح جلسة البرلمان العربي المهمة، التي تحمل في أجندتها القضية الفلسطينية.
يشار إلى أن فكرة تأسيس البرلمان العربي ولدت في القمة العربية بعمان عام 2001، وتأسس كبرلمان مؤقت عام 2005، ثم أصبح برلماناً دائما عام 2012، ويضم 88 برلمانياً، بواقع أربعة أعضاء من كل دولة عربية، يجري ترشحيهم من قبل البرلمانات الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى