ثقافة وفنون

بيان صحفي:دورة تدريبية في الأردن تركز حول الحفاظ على الفسيفساء: صور

22الاعلامي- بدأت في العاصمة الأردنية عمان يوم أمس أعمال الدورة التدريبية المتقدمة حول مهارات الحفاظ على أعمال الفسيفساء في المنطقة، التي ينظمها كل من معهد غيتي للترميم (GCI) والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (ICCROM) بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار في الأردن.

وحضر حفل الافتتاح الذي أقيم تحت رعاية وحضور معالي الدكتور نايف حميدي الفايز، وزير السياحة والآثار، سمو الأميرة دانا فراس، رئيس الجمعية الوطنية للمحافظة على البتراء، وممثلي عدد من المؤسسات الثقافية الأجنبية العاملة في الأردن، ورؤساء المؤسسات الحكومية العاملة في مجالات الثقافة والسياحة، إضافة إلى عدد من الشخصيات البارزة في مجال الآثار والحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة.

وتضمن حفل الافتتاح كلمة ترحيبية ألقاها معالي الدكتور نايف حميدي الفايز، وزير السياحة والآثار، أكد فيها على أن هذه الدورة تعد فرصة مهمة للحفاظ على اللوحات الفسيفسائية المنتشرة في المملكة والتي تمثل فناً فريدا من نوعه على مستوى العالم. وقال الدكتور الفايز “إن الارضيات الفسيفسائية في المواقع الاثرية في الاردن تمثل قصة تاريخ وحضارة انسانية مهمة في المنطقة”. كما لفت إلى أن عملية الحفاظ على الفسيفساء تتطلب عناية وصيانة خاصة، مؤكداً أهمية الحفاظ على التراث الفسيفسائي وصيانته، والعناية بهذا الموروث الثقافي والمحافظة عليه لاستدامته للأجيال القادمة ولما يمثله من قصص لحضارات اندثرت.

كما تضمن حفل الافتتاح أيضاً كلمات تعريفية بالدورة التدريبية والمؤسسات المنظمة والشريكة ألقاها كل من الدكتور فادي بلعاوي مدير عام دائرة الآثار في الأردن، والدكتور زكي أصلان مدير المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم- الشارقة)، وجين ماري تيوتونيكو، المديرة المشاركة في معهد غيتي للترميم. وخلال الحفل تم عرض عدد من الأفلام الوثائقية التي تعّرف بالنشاطات والبرامج التي تقوم بها المؤسسات المشاركة بتنظيم هذه الدورة التدريبية.

وحول هذه الدورة قال الدكتور فادي بلعاوي: “زيادة الخبرة المحلية للمهنيين القادرين على إدارة التراث الثقافي والحفاظ عليه، وخاصة المواقع الأثرية، يمثل أمرًا في غاية الأهمية لأننا نواجه العديد من التحديات في هذا المجال مثل التنمية الحضرية السريعة، والتهديدات الناجمة عن تغير المناخ، إلى جانب النقص الواضح في الموارد. وستساعد هذه الدورة الأردنيين وغيرهم من المتخصصين في مجال التراث في المنطقة على اكتساب فهم أفضل للتعقيدات والفرص التي توفرها الأساليب الوقائية مثل إنشاء السقائف الحامية وإعادة الدفن، والتي تعتبر وسائل مهمة للحفاظ على تراثنا”.

من جانبه قال الدكتور زكي أصلان: “يتشرف المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية بمساعدة المتخصصين الإقليميين في حفظ وإدارة مواقع الفسيفساء الأثرية بفضل خبرة 14 عامًا من المساهمة في مبادرة موزايكون والشراكة مع منظمة إيكروم من خلال برنامج آثار”. وأضاف قائلاً: “رغم أن هذه المبادرة تشارف على نهايتها، إلا أننا سنستمر بتفانينا في تحقيق مهمتها وأهدافها، وفي دعم التعاون الإقليمي مع الدول الأعضاء في منطقة البحر الأبيض المتوسط”.

بينما قالت السيدة جين ماري تيوتونيكو: “أنشأنا مبادرة موزايكون لتحقيق هدف رئيسي يتمثل في تعزيز أفضل الممارسات لحفظ الفسيفساء في المواقع الأثرية والمتاحف والمخازن في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط. وبعد أكثر من عشر سنوات من الدورات والعمل الميداني، نجحت المبادرة في تكوين شبكة كبيرة تضم المتخصصين في حفظ الفسيفساء، ونأمل أن يعملوا جميعًا على نقل المعرفة والمهارات التي اكتسبوها خلال تدريبهم ليساهموا في إرشاد الأجيال التالية”.

هذه التدريبات المكثفة هي جزء من الدورات التدريبية النهائية لمبادرة MOSAIKON القائمة على تعاون بين كل من معهد غيتي للترميم، ومؤسسة غيتي، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية، واللجنة الدولية لحفظ الفسيفساء (ICCM). ساهمت مبادرة موزايكون (MOSAIKON)، منذ عام 2008، في تدريب أكثر من 200 متخصص في مجال الحفاظ على الفسيفساء من بلدان منطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، حيث نفذوا جميعًا أبحاثًا ومشاريع ميدانية نموذجية كجزء من تدريبهم. ويتولى التدريس في كل دورة خبراء متخصصين في هذا المجال لضمان أعلى مستويات الجودة سواء في التدريب النظري أو العملي.

تدريب مبادرة موزايكون (MOSAIKON) المتقدم على أعمال الترميم الوقائية لمواقع الفسيفساء الأثرية: السقائف الحامية، وإعادة الدفن

بالشراكة بين كل من معهد غيتي للترميم والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية ودائرة الآثار في الأردن ستركز هذه الدورة التي تستمر لمدة أسبوعين في العاصمة الأردنية عمّان على أسلوبين استراتيجيين ومستدامين للحفاظ على المواقع الأثرية، وهما استخدام السقائف الحامية وإعادة الدفن. فمن خلال استخدام المواقع الأثرية في كل من جرش وأم الرصاص ومادبا كمواقع دراسية في الهواء الطلق، وبالاستفادة من ثروة التراث الفسيفسائي في الأردن سيتعلم المشاركون في هذه الدورة التقنيات المعقدة التي يمكن أن تساهم في توفير بيئات أكثر استقرارًا للآثار التاريخية سريعة التأثر، مثل الفسيفساء.

وبينما عملت دورات موزايكون السابقة حول الحفاظ على المواقع الأثرية على تغطية مجموعة من الموضوعات التي تنوعت بين التوثيق إلى أساليب العرض التقديمي في المواقع، فإن هذه الدورة ستوفر مزيدًا من المعلومات المتعمقة حول أساليب السقائف الحامية وإعادة الدفن كممارسات حفظ مستدامة ووقائية. وستشمل الدورة التي تستغرق أسبوعين تفاصيل عملية اتخاذ القرار بشأن هذه الممارسات بدءًا من جدواها وصولًا إلى تنفيذها، وكل ذلك في سياق منظومة إدارة أعمال الترميم.

وقد تم اختيار ثمانية عشر مشاركًا من 10 دول، وهي الأردن وألبانيا وتونس والجزائر وصربيا وفلسطين ولبنان ومصر والمغرب واليونان للمشاركة في هذه الدورة. وقد أكمل معظم المشاركين إحدى دورات موزايكون الثلاث السابقة التي عقدت في صور بلبنان عام 2010، وبافوس بقبرص عام 2014، وولّيلي (أو فولوبيليس) بالمغرب عام 2017، أو حصلوا على تدريب مماثل. جرى اختيار المشاركين بناءً على أدائهم في الدورات السابقة وقدرتهم على تطبيق ونشر الأساليب التي يتم تدريسها.

يذكر أن هذه الدورة سيتبعها دورة تدريبية أخرى متقدمة في مدينة صيدا بلبنان حول الحفاظ على أعمال الفسيفساء الموجودة في المخازن، وتقام خلال الفترة من 10 أكتوبر/تشرين الأول – 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بالشراكة مع معهد غيتي للترميم، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية، والمديرية العامة للآثار في لبنان. وستركز هذه الدورة التدريبية التي تمتد لأربعة أسابيع على حفظ الفسيفساء في المخازن، كما ستضم ستة من موظفي المديرية العامة للآثار في لبنان وخمسة موظفين حكوميين من الأردن وليبيا لتعزيز قدرة الهيئات المختصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للحفاظ على تراث الفسيفساء المهم. وسيجري تنفيذ الدروس والتمارين العملية باستخدام أمثلة تضم مجموعة كبيرة من الفسيفساء تم نقلها من وسط بيروت وتخزينها في صيدا منذ عام 1998.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى