اعلاميات: الإعلام الرقمي فتح آفاقا جديدة للمرأة لمجابهة العنف
22 الإعلامي- رزان المبيضين- ضمن الجهود المبذولة نحو مجتمع خال من العنف ضد النساء والفتيات على الصعد كافة، انطلقت شبكة مناهضة العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن بمشاركة فاعلة من ناشطات في هذا المجال كتعريف أمثل لديمومة أي مشروع تنموي هادف.
وأكدت صحفيات ضرورة امتلاك العاملات في الإعلام بشتى حقوله للوعي الكافي حول سبل الاستخدام الأمثل للأدوات التكنولوجية المتاحة ووسائل التواصل الاجتماعي، وعلى فهمهن الكامل لمعنى العنف الرقمي الذي قد يتعرضن له خلال مسيرتهن العملية، داعيات المؤسسات التي يعملن في ظلها الى صياغة سياسات جديدة في سبيل وصولهن للسلامة الرقمية.
وقالت إعلاميات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن مرونة الإعلام الرقمي وسهولة نطاقه وتعدد أغراضه وأساليبه وأدواته أتاحت تبادل المعلومات المتعلقة بقضايا النساء وحقوقهن، مؤكدات ان من شأن مرونة الإعلام الرقمي تعزيز صورة المرأة القيادية الملهمة في المجتمع على مختلف فئاتها ومستوياتها نظرا للقصور الإعلامي في تناول قضاياها أحيانا.
وعرضت مديرة مركز الإعلاميات العربيات محاسن الإمام، لتأثيرات الإعلام الرقمي الإيجابية في رسم صورة جديدة للمرأة، حيث فتح أمامها آفاقا متنوعة كانت في يوم ما مغلقة عليها، مشيرة الى تأثيراته السلبية التي تجسدت في ردود الأفعال المتفاوتة تجاهها، وارتبط كل من التأثيرين بشكل مباشر وغير مباشر بقضاياها وما يتعلق بحقوقها واهتماماتها.
وأكدت أنه لولا وسائل التواصل الاجتماعي لتوارت صور العنف والظلم الواقع على النساء في المجتمع ولما أثارت جرائم العنف المرتكبة بحقها ضجة، بالإضافة الى انه لولا هذه الوسائل لما برزت جهود الناشطات في المنظمات الحقوقية المعنية بحقوق النساء.
وفي المقابل من ذلك، بينت الإمام ان للتحولات في الإعلام الرقمي اثرا على أوضاع المرأة بشكل سلبي، كونها مثلت في بعض الأحيان مادة إعلامية لترويج فكر محدد أو تعميم نظرة نمطية من شأنها التقليل من مكانتها والحط من قدرها بما لا يتناسب مع ما حققته من تقدم وإنجازات.
من جهته، لفت مدير مركز المعلومات والبحوث الدكتور أيمن هلسة، إلى أهمية وجود شبكة مناهضة للعنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن التي تعبر عن الجهود الدولية والإقليمية التي تحولت إلى جهد وطني خالص، كون الصحفيات يندرجن تحت الفئات التي قد تتعرض لهذا النوع من العنف، ما يشكل نهجا تنمويا يهدف الى تحقيق تغيير إيجابي في المجتمع.
بدورها، اكدت منسقة برنامج “سلامات” في الأردن لينا المومني، الذي ينفذ في سبع دول عربية تحت مسمى “نحو مجتمع خال من العنف الرقمي ضد النساء في الأردن” من خلال تنفيذ عدة مبادرات كانت إحداها تشكيل لجنة من عدة صحفيات لإطلاق شبكة تعنى بالحقوق الرقمية للصحفيات والإعلاميات في الأردن، أن هناك نقصا في الدراسات والإحصائيات حول هذا الموضوع لخلق تضامن إعلامي لربما يسفر عن سياسات جديدة في المؤسسات الإعلامية لمجابهته.
وعرفت المومني العنف الرقمي، بأنه إساءة استخدام الأدوات التكنولوجية سواء على منصات التواصل الاجتماعي أو على شبكة الإنترنت والتي ربما تهدف الى تشويه سمعة شخص ما أو التنمر عليه أو ابتزازه.
وأشارت إلى أن هذا الاستخدام يكون بقصد الإضرار بهن، خاصة وأن التكنولوجيا دائما في تطور وقد تكون قدرات المرأة العاملة محدودة للتعامل مع التطورات التكنولوجية التي ما برحت تتقدم.
من جانبها، اشارت الصحفية والناشطة في قضايا العمل والمرأة رانيا الصرايرة، الى انتشار الوعي بين الصحفيات فيما يتعلق بالقانون والعقوبات المتعلقة بالعنف الرقمي الموجه ضدهن، مستندة في ذلك إلى دراسة استطلعت آراء ما يزيد على 200 صحفية أجريت أخيرا أظهرت أن ما نسبته 72،6 بالمئة من الصحفيات عينة الدراسة على دراية بقانون العقوبات والآثار المترتبة على العنف الرقمي.
وأكدت أهمية سن تشريعات تحمي النساء عامة والصحفيات خاصة من التعرض للعنف الرقمي من خلال فرض رقابتها وسيطرتها على كل ما يتم تداوله من خلال وسائل الإعلام الرقمي، دون الإخلال بخصوصية المستخدمين وحرياتهم.
من جهتها، اقترحت الزميلة الصحفية فلحة بريزات، إعادة النظر بمسمى الشبكة، إذ ينطوي على إيحاء بأزمة عميقة، مشيرة الى ان العالم الرقمي يسعى أحيانا للنيل مما استقر من قيم جمعية، لكن مجتمعنا الأردني بني على منظومة من القيم السامية الراسخة، العصية على عابث هنا ومتطاول هناك، دون أن ننكر وجود تلك الحالات، التي سرعان ما ندملها في مهدها بتعاوننا الاجتماعي.
وأضافت، يعبر الفضاء الرقمي عن المواقف والتوجهات حيال مختلف مناحي الحياة محليا وعالميا، فشعور المرء بأنه جزء من هذه المجرة الرقمية أمر يستحق البذل، أما كونه فاعلا ومؤثرا وموجها للرأي العام فهو في تقديرها حالة تمنحه أهمية الدور والحضور.
ومن وجهة نظر بريزات فإن هذه الأهمية، تستدعي إطارا إيجابيا يتخلق بما نمتلك من أسباب ومهارات المعرفة والاطلاع، وثقافة استخدام الإنترنت، وما يمكننا تقديمه من مضمون يستحق القراءة والمتابعة، وهو ما يمنح الحصانة من قليل بائس، لا يفرق في خطابه الآسن بين رجل وامرأة.
وأشارت الى أن إرادة الأفراد الحرة كانت وراء حضور الطرفين؛ الرجل والمرأة، بفاعلية في هذه العهدة الرقمية حيث أن المرأة الأردنية، شأنها شأن الرجل، وكذلك الصحفية والصحفي، الجميع لا يجد مهربا من البنية الرقمية إلا بالحضور.
(بترا)