ثقافة وفنون
أخر الأخبار

إنجازات عدة لوزارة الثقافة اللبنانية منها ما نقل لبنان إلى العالمية

22 الاعلامي- (بترا/فانا) – إعداد أمل منصور- الثقافة في لبنان القطاع الوحيد الذي لم يتأثر بالأحداث ولا بالانقسامات ولا بالمشاحنات السياسية وغيرها.
ووفقا للنشرة الثقافية للوكالة الوطنية للإعلام ضمن الملف الثقافي لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)، فمنذ تسلّم وزير الثقافة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى مهامه، عزّز دور الثقافة في المجتمع وأعرب عن رؤيته لمفهومها ودور الوزارة.
وقال إن “رأسمال لبنان الأول هو الثقافة، مما يحتم جعلها في صلب جهادنا بغرض سعينا إلى نجاته ونهوضه واستعادته ريادته، فالثقافة هي التي تبثّ فينا الوعي تجاه ما يحاك لنا وتحملنا حملاً على أن ننطلق من ظلمات الانغلاق والتعصب إلى رحاب الانفتاح والتلاقي، وهي التي تجعلنا نذلل المعوقات الناجمة عن خلافاتنا واختلافاتنا، وتفضي بنا إلى أن نتعاون جميعاً على إنقاذ سفينة الوطن والانتقال بها إن لم يكن إلى برّ أمان، فأقله إلى مياه أهون جنوناً حتّى يقضي الله أمراً كان مفعولاً”.
وأكد وزير الثقافة اللبناني إصراره على أن “يستعيد لبنان مكانته منارة ثقافية ومركزاً للتلاقي وحوار الحضارات، وتعهدّ مرحلياً ببذل كلّ ما في وسعه لدعم وتثمين جهود اللبنانيين الثقافية سواء في الوطن أم في المهجر، مع الحرص على إقامة الأحداث الثقافية بأفضل ما يسمح به الوضع المالي الراهن لوطننا المأزوم”.
وبالفعل، فقد حمل لواء بث ثقافة الوعي في المجتمع على كل الاصعدة بالتزامن مع تطوير عمل الوزارة والمديريات والمجالس الادارية التابعة لها، ومنها اعادة افتتاح مقر المكتبة الوطنية بعد انتهاء اعمال الترميم نتيجة تضرر المبنى جراء انفجار مرفأ بيروت الآثم وبث الحياة مجددًا في هذا الصرح الثقافي الذي اصبح قبلة المثقفين في لبنان والعالم حيث تقام الفعاليات المتنوعة على مدار الأسبوع من محاضرات وندوات وامسيات تراثية ثقافية وموسيقية ومعارض فنون تشكيلية.
ومن إنجازات وزارة الثقافة اللبنانية اعادة احياء الشعر الزجلي اللبناني بعد ان كان في طريقه الى الاندثار، هذا الموروث الثقافي غير المادي الذي قال عنه الوزير المرتضى في سياق كلمة له “يشكل الزجل السمة الأساسية من سمات الأدب الشعبي اللبناني، واللسان الناطق بأحوال القرية اللبنانية التي رأى الأديب الراحل أنيس فريحة أنها حضارة على طريق الزوال فإذا بالزجل يخلد تقاليدها ويبعث أدواتها الاجتماعية والاقتصادية من عمق النسيان ويزفها مجددا إلى الوجود”.
كما تم إدراج معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس عاصمة الشمال اللبناني على لائحة التراث العالمي، فبعد صور وجبيل وبعلبك وعنجر ووادي قنوبين، أصبح معرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي على لائحة التراث العالمي بقرار من منظمة اليونيسكو الدولية، وذلك تكريسًا لجهود دؤوبة قامت بها وزارة الثقافة منذ أكثر من عام، بمواكبة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لحماية بعض أقسام هذا المعلم المتضررة بفعل الزمن والإهمال، وإعادته صرحًا معماريًّا متميّزًا، ومعدًّا لإحياء المعارض الفنية والتراثية وإقامة الاحتفالات الموسيقية والثقافية والمسرحية والاستفادة من جميع أجنحته ومرافقه في كل ما يخدم التنمية الوطنية والشمالية.
ويضاف إلى إنجازات وزارة الثقافة كذلك افتتاح المكتب الإقليمي للمنظمة الفرنكوفونية في بيروت بحضور الامينة العامة لويز موشيكيوايو مما يؤكد أن لبنان منفتح على التلاقي مع كل الثقافات من ضمن الضوابط التي تحددها قوانينه و”يسره كثيرًا أن يطلَّ قمر الفرنكوفونية من فضاءِ عاصمتِه على الشرق كلِّه وأن تكون بيروت الشمسَ التي تدور حولَها كواكبُ الثقافة في فلك هذا العالم”، كما قال الوزير المرتضى.
كما كان للبنان شرف تخصيصه بالمقعد الأول في المؤتمر العام لليونيسكو في دورته الثانية والأربعين، وعملت الوزارة على تفعيل مشروع تدريب المعنيين في لبنان لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية ولا سيّما أن لوزارة الثقافة دورًا رياديًا في مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية وحماية التراث الثقافي للبنان من خلال منع نهب المواقع الأثرية.
وفي هذا الاطار، افتتح وزير الثقافة معرضاً لمجموعة من القطع الأثرية اكتشفت حديثاً في موقع جبيل الأثري في متحف”اللوفر” في باريس، كما افتتح لاحقًا “معرض الثوب الاخير، مكتشفات جنائزية من مغارة عاصي الحدث في لبنان”، في مقر مؤسسة (ابيج/Abegg) في ريغسبرغ السويسرية.
ونظمت وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الناشرين اللبنانيين “المعرض الدولي للكتاب 2023” في بيروت بحضور عدد كبير من وزراء الثقافة ودور النشر العربية والأجنبية، وتسعى إلى تفعيل المكتبات العامة الشريكة معها وانشاء المزيد من المكتبات في المناطق النائية عملًا بمبدأ الانماء المتوازن، وشاركت الوزارة في المعارض الدولية ومنها المعرض العالمي للفن المعاصر بينالي- البندقية.
وأعلنت الوزارة، في إجراء لافت، يوم 25 شباط من كل عام “العيد الوطني للفن التشكيلي اللبناني”، مؤكدة رعايتها المواهب الشابة في قطاع الفن التشكيلي مع اطلاق تجربة فريق الرسم السعيد وكبار السن للفن التشكيلي “Senior Art-of Joy” من لبنان الى العالمية، كما عملت على ادارج بعض المتاحف الخاصة على لائحة المتاحف الوطنية بعد التأكد من استيفائها المعايير الدولية لتكون مدرجة ضمن المتاحف الوطنية.
وعملت كذلك على استصدار المرسوم التطبيقي للفنانين في لبنان والتوقيع عليه في مجلس الوزراء بناء على اقتراح تقدم به وزير الثقافة، مثلما سعت إلى اعادة النهوض بالاوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية – الاوركسترا الفلهارومانية اللبنانية.
ونحن في بداية عام 2024، والحدث المرتقب بأن يكون الإنجاز المستقبلي لوزارة الثقافة الاحتفال بفعالية “مدينة طرابلس عاصمة للثقافة العربية لسنة 2024” بناء على توصية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، حيث التحضيرات جارية على قدم وساق لاستقبال الضيوف والزوار لمدينة مميزة بكل ما فيها ثقافيا واجتماعيا وتاريخيًا وتراثيا انها مدينة “حكاية الزمان والانسان” العبارة المذًيلة للشعار الذي اطلقه وزير الثقافة.
و”نختم تقريرنا” بتصريح لوزير الثقافة اللبناني شدد فيه على أن “الثقافة هي نافذة أمل نسعى من خلالها الى تأسيس مستقبل افضل، وأن الثقافة اللبنانية هي ثقافة غير عادية، ثابتة في اللاوعي لدينا مميزة جدا بالمقارنة مع أي ثقافة موجودة عند اي شعب على وجه الكرة الارضية”، لافتا الى ان “الاكثر اهمية انه في اوقات الحصار واوقات العسر والاوقات العصيبة تبقى الثقافة نافذة الامل التي نطل من خلالها لالتماس التفاؤل والسعي لانجاز الاحسن والتأسيس لمستقبل أفضل”.
وتابع الوزير اللبناني مرتضى: “الكلمة تحيي والكلمة تميت، والذي نؤكد عليه أن لا مثيل للبنان وشعبه إذ أنه لا يمكن ان يوجد شعب على وجه الارض مجهز بجينات، وعاش كل الازمات والمصاعب التي مر بها الشعب اللبناني عبر التاريخ ومجهز ليرجع ينهض ويحدث فرقا حتى في اصعب الظروف”.
وختم “نعم الثقافة اللبنانية ثقافة غير عادية، على الرغم من كل شيء، تبقى ثقافتنا مصدراً مهماً لبث الوعي وأي شعب تحيا لديه حالة الوعي بمستطاعه التغلب على التحديات والنهوض من جديد، الثقافة تصنع التوازن في الايام اليسر اما في اوقات الحصار واوقات العسر والاوقات العصيبة فتبقى الثقافة نافذة الأمل التي من خلالها نطل ونشعر بالتفاؤل ونسعى إلى إنجاز الأحسن والتأسيس لمستقبل أفضل”.
— (بترا/فانا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى