مقالات

الزميلة القاضي : ما قيمتكم..بدون رضا الوالدين؟!

لا تغضب إذا سقطت لقمة الطعام من يد امك العجوز التي ترتجف، فكم مرة رميت صحنك وانت صغير، وكم مرة، ( هرهرت، الساندويشي ع الارض)، وقامت بكل حب، بتنظيف المكان!؟
لا تغضب، اذا رفضت أمك، في كبرها، الاستحمام، فكم مرة، ركضت خلفك، وهي في عز انشغالها، لتقتنع أن الحمام لفائدتك، خاصة بعد ما ( تخلص لعب بالحارة وريحتك عرق، ومليان تراب) ؟!
لا تغضب، اذا نسيت أمك كيف ترتب هندامها وسريرها، فكم مرة جئت ملطخا بالطين، واستقبلتك بابتسامة رضا، وكم مرة تركت سريرك، بلا ترتيب، وهي من كانت بكل حب ترتبه وتوظبه..
لا تغضب، اذا نسيت أمك مكان الاغراض، فكم مرة بعثرت اغراضك والعابك، وربما اجبرتها على البحث عنهم، وقامت بذلك دون أي تذمر؟!
لا تغضب إذا حرقت أمك، بعد أن غلبها، الكبر( شي طبخة)، فكم مرة، حرقتوا دمها، واعصابها، وهي ما تنفك تفارق الضحك والابتهاج بكم، لو ( شو ما عملتوا) !
لا تغضب، اذا نامت على ( الكنباية، من اول السهرة)، ولا تشعر بالاحراج، أمام من يزورك، فكم مرة، افترشت اي مكان في البيت، ونمت ( باواعيك)، وقامت هي لتحملك، رغم حجمك ووزنك، و( ثقلة دمك) لتستقر بك في سريرك الدافىء؟!
لا تغضب، اذا طلبت منك أمك، مبلغا من المال لشراء أي من احتياجاتها، فكم مرة، ( دبرتك بفلوس، من جمعية، ولا قرض، ولا بيع ذهب، ولا بيع عمرها كله من اجلك)!؟
لا تغضب، اذا اقعدها المرض، واحتاجت للادوية، فكم مرة، سهرت طوال الليل، لتختبر، درجة حرارتك، وكم بكيت، ودعت لله، أن لا يصيبك أي مكروه!؟
لا تغضب، اذا طلبت منك( كاسة مي)، وانت مشغول، بتصفح، الفيسبوك، وغيره، فكم روت عطشك ليلا ونهارا، حتى دون أن تطلب وقبل أن تشعر بالعطش!؟
لا تغضب، ولا تغضب، ولا يحق لك أن تغضب اصلا، من والدتك، التي افنت عمرها من أجلك، ومن والدك الذي ضحى كل حياته من أجلك، بل عليك أن تغضب من نفسك، وأن تخجل منها، حين تنسى أن واجب العناية بهما، عبادة، وحين تنسى، أنك حتما ستكبر، وسيغضب ابنك منك، وربما، يهملك، ويودعك بدار للعجزة، كما فعلت بأمك، او بأبيك حين حولت حياتهما لأسوأ من أي ملجأ..
إتق الله في أمك وابيك..، مهما بلغت من عز وشباب وغنى وشهرة، فأنت لا شيء، بدون بر الوالدين.. أنت مجرد عاق، لا قيمة له، ولا وزن، ولا مستوى، ولا مكانة عند الله ولا بين الناس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى