مقالات
أخر الأخبار

التخطيط الاستراتيجي بقلم د.زهير العبداللات البلاونة

22 الاعلامي – في قصة نبينا يوسف عليه السلام عبرة لنا في أعتماد التخطيط وتنظيم أمور الحياة على وفق الأمكانات المتاحة، هنا نجد أن رؤية “الملك” تعبر عن مشكلة هي إن الامتداد التلقائي للظروف المادية (الطبيعية) في مصر ستؤدي إلى مجاعة وكارثة انسانية، ثم يتذكر ساقي الملك صحبة السجن، فاخبر الملك بأمر يوسف (عليه السلام)، ويفسر الرؤية تفسيراً يكون بمثابة حل للمشكلة، وذلك بتغيير السير التلقائي للظروف ( بأعتماد فعل التخطيط)، بحيث انه في الموعد الذي كان (متوقعاً) للمجاعة يجد الناس كفايتهم من الغذاء، ويقسم الخطة إلى ثلاث مراحل أشارت إليها الآيات ( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ* ُثم يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ).
هذه القصة تعطي للدول او المنظمات دروساً في كيفية التعامل مع مواردها المتاحة في أخضاعها الى إرادة السيطرة والتنظيم لتحقيق هدف مرغوب. وفي ذلك نقول أن تقدم الدول يُقاس على أساس مدى قدرتها على توجيه عملها وتسخير امكاناتها في أجهزتها التنظيمية والإنتاجية والخدمية من خلال التخطيط المسبق القائم على فهم المعطيات المحيطة والتطلع الى المستقبل بايجابية وبمرونة القدرة والابداع نحو الأفضل، وهو ما يتمثل في آليات عمل التخطيط الإستراتيجي وبما يساهم في اللحاق بركب التطور العالمي والنهوض بواقعنا في استخدام هذا المنهج المهم والأساسي في بناء مجتمعنا نحو غد أفضل، بعد كل هذه السنوات من الضياع والتبذير في الموارد والامكانات
بقلم
د.زهير العبداللات البلاونة
دكتوراه في التخطيط الاستراتيجي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى