أبو عرجة يكتب شخصيات عرفتها ..العالم الشهير الدكتور علي نايفة
22 الاعلامي – بقلم:أ.د. تيسير أبو عرجة
في شويكة – طولكرم ولد العالم الشهير علي حسن نايفة وهو نتاج الأهل الذين بنوا وتعبوا ومن عرقهم وكدهم أصروا على ان يرسلوا أبناءهم الى المدارس والجامعات لينهلوا العلم فيها رغم صعوبة الحال وقساوة العيش.وان من يعرف ذلك التاريخ يدرك كم كان هؤلاء الآباء رائعين وهم يستشرفون المستقبل في عيون أبنائهم . وكم كانت تلك الأمهات رائعات وهن لا يعرفن القراءة والكتابة.ولكنهن كن يمتلكن الحلم ولسان الواحدة منهن يقول لأبنائها :نريدكم دائما في المراتب الأولى وتحملون أعلى الشهادات.
ولعل أهم ما تعتز به شويكة وتفخر هو الإقبال اللافت على العلم مما جعلها تحفل بذلك العدد الكبير من العلماء .ومنهم كآل نايفة علي وإخوانه عدنان ومنير وتيسير وأبنائهم من زرع اسمه في مجال التفوق والريادة العلمية على المستوى العالمي.
ان هناك جوانب كثيرة يمكن التوقف عندها في شخصية علي نايفة الانسان لعل أبرزها :
- عدم الحرج من ذكر الماضي وظروفه القاسية والفقر الذي كان ضاربًا بفعل عوامل فقدان الأرض وتشريد الناس.
- الطموح والسعي الى نيل الشهادات الجامعية العليا مهما كانت الصعوبات.
- عدم الانسلاخ عن الجذور الثقافية والهوية العربية الاسلامية .والاعتداد بالسند العائلي الذي كان نقطة الانطلاق الأولى.
- التدين والاعتداد بالثقافة العربية الاسلامية والتعلق برب السماء والتطلع إلى عونه بعد الأخذ بالأسباب.
- الايمان المطلق بأن التعليم هو كلمة السر في البقاء والتقدم وإعلاء شأن الأمم وإحراز الحياة الأفضل.
- الدور المهم للمدرسة في بنائه العلمي وهو يتذكر متباهيًا أنه ابن المدرسة الفاضلية في طولكرم التي تأسست عام ١٩٠٨ وأنه نتاج نخبة من المعلمين الجادين .
وهو من باب نشر العلم وازدياد مساحة تأثيره
والمستفيدين من ثمراته ركز على عشرات من الطلبة العرب يشرف على رسائلهم في مرحلة الدكتوراه ليعودوا الى الوطن العربي علماء مرموقين.
وهو أيضا يجمع المال في الجامعة التي عمل فيها عقودًا طويلة لينشيء صندوقا للإنفاق على البحث العلمي . وليكون فيه للدارسين والباحثين نفقات ورواتب مجزية تعينهم على العيش الكريم .. وهو هنا في مبادراته كأنه مؤسسة علمية تربوية قائمة بذاتها.
ان علي نايفة الانسان عرفه أهل بلدته شويكة من خلال بساطته في التعامل وتواضعه الجم مع أهله وناسه واهل بلدته .وهو دائما أمامهم يتذكر الماضي لأخذ العبرة من دروسه القاسية . وهو يعتز بأمه وأبيه وقد وضعت الجامعة التي تسلم فيها أرفع جائزة عالمية في الهندسة الميكانيكية .جائزة بنجامين فرانكلين .وضعت صورة كبيرة لوالده ووالدته عرفانا وتقديرًا بأن علي نايفة كان نتاج هذين الانسانين العظيمين اللذين أوصلا ابنهما الى هذه المكانة الدولية الرفيعة.
وقد واصل علي العمل العلمي بعد بلوغه الثمانين هنا في عمان في الجامعة الاردنية أستاذًا مميزًا لأن العلم والابداع لا يعرفان التقاعد أو التوقف عن العطاء .وقد انتقل إلى رحمة بارئه وهو على رأس عمله بتاريخ ٢٧-٣-٢٠١٧ رحمه الله وأحسن اليه. وتكريمًا لاسمه الشريف أنشأ أهل بلدته شويكة مدرسة ثانوية فيها تحمل اسمه تخليدا لذكراه العطرة.